رحلة «الأراجوز المصرى» من المحلية إلى العالمية
رحلة «الأراجوز المصرى» من المحلية إلى العالمية
الاهرام - بتاريخ 23/12/2018 - قسم ثقافة - صفحة - بقلم وجيه الصقار
رحلة «الأراجوز
المصرى» من المحلية إلى العالمية
وجيه الصقار
الأراجوز رمز شعبى مصرى أصيل، كشف على مر العصور عمق الشخصية
المصرية، فهو من الناس ويتجه لهم فكرا ونقدا، وبرغم أنه معروف على المستوى الشعبى
بأن دوره الفكرى والثقافى للمواطن فى المناسبات والساحات الشعبية، فإنه تمكن من
طرح التراث الثقافى المصرى عالميا، ليكون على رأس التراث العالمى ويدخل فى سجلات
هيئة اليونسكو تراثا وتاريخا.
وتسجيل «الأراجوز» على قوائم اليونسكو حدث مهم للثقافة المصرية،
حيث تبدأ رحلته بقرار وزير الثقافة فاروق حسنى بتخصيص بيت السحيمى بشارع المعز
لتقديم عروض الأراجوز وخيال الظل أسبوعيا وتحديدا كل يوم جمعة، بغرض عرض المفردات
الشعبية والمفاهيم الإنسانية المصرية.
تبنى د. نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان الفكرة منذ المهد
لبعث هذا التراث الغنى بالفكر والثقافة الشعبية، ويؤكد أنه بدأ بموافقة الوزير
فاروق حسنى بتخصيص راتب شهرى للعاملين فى هذا الفن البديع، والاعتراف به بعد أن
كانت تكاليفه وخاماته تأتى بالجهود الذاتية للفنانين.
وبدأ د.بهجت فى تقديم بعض العروض فى الدول العربية لنشر ثقافة
الأراجوز بأدوات مصرية وعربية. وقدم مئات الورش والعروض فى بنسلفانيا، وكانت نتيجة
هذه الجهود تنفيذ 121 ليلة عرض شاهدها 40 ألف مشاهد, فى نحو 30 دولة بعدة لغات،
وشاهده ملايين المشاهدين مباشرة أو عبر عروض التليفزيون، وأنتج 36 عرضا مسرحيا
قدمت بالأراجوز، وبذلك انتزع اعترافا عالميا بفنون الأراجوز وخيال الظل المصرية.
ثم جاءت رحلة وضع الأراجوز على قائمة اليونسكو لتسجيله على قائمة
التراث العالمي، بعد أن قدم الباحث ملفه من خلال الجمعية المصرية للمأثورات
الشعبية، وأمكن الاعتراف به فى اجتماع اليونسكو الأخير بموريشيوس.
وقال د. نبيل بهجت فى تصريح لـ «الأهرام»: اعتبر فوز ملف الأراجوز
الذى قمت بإعداده بتمويل شخصى ونتيجة جهد استمر 18عاما بمثابة جائزة نوبل التى
تمثل أعلى اعترافا عالميا بالأدب الرسمى ويمثل هذا التسجيل اعتراف عالمى بالفنون
الشعبية، وانتصارا للمهمّشين من أبناء العالم وللإبداع الشفاهى الذى ظل يصل إلينا
من شخص لأخر، وها هو العالم كله يتحدث عن هذا الانجاز الكبير ويعترف بالفن والأدب
الشعبى المصرى كجزء أصيل ومؤثر فى الثقافة الإنسانية.
وأضاف : إن سعادتى بانتشار كلمة أراجوز رسمياً سعادة عظيمة لإعادة
الاعتبار لهذا الفن الذى ناضلت من اجله كثيرا، وتهافت البعض الآن على الأراجوز ما
هو إلا أثر لهذا النجاح العظيم، لقد أعطيت قبلة الحياة لهذا الفن وأعطانى هو
الكثير، لقد مثل اعتراف اليونسكو إشهارا عالميا لفن الأراجوز، وتأتى الخطوة
التالية بالمشروع الذى قدمته بعمل مدرسة سيتكفل بها اليونسكو لتدريب كوادر شابة
على هذا الفن انطلاقا من الأساس الذى وضعته منذ سنوات وهو تكوين جيل جديد وربطهم
بالسوق الفني.
وقال: لقد تحقق حلم طالما ناديت به، إن لدينا ما يستطيع أن يعبر
عنا، وإن مشروع تطورنا لابد أن ينطلق من جذورنا، وأقول لشباب مصر إذا أردت أن تصل
للعالمية فعليك أن تغرق فى المحلية.