قاعدة بيانات لأول أرشيف فولكلوري بشكل مؤسسي - زيارة إلي حراس الوجدان المصري

قاعدة بيانات لأول أرشيف فولكلوري بشكل مؤسسي - زيارة إلي حراس الوجدان المصري

أخبار الأدب عدد1013 - بتاريخ 23/12/2012 - قسم الأدب - صفحة - بقلم مجدى العفيفى

قاعدة بيانات لأول أرشيف فولكلوري بشكل مؤسسي 
زيارة إلي حراس الوجدان المصري


د.أحمد مرسى يتحدث عن التأسيس العلمى لمشروع جمع الفولكلور (تصوير: عماد عبدالحميد) 
يتجلي الاهتمام في منظومة الثقافة المصرية بالمأثورات الشعبية علي اتساع آفاقها وتعدد مشاربها ، فلم يعد الاكتفاء بالابقاء علي هذه الفنون في صدورالذين أوتوا الفن، وانما تم استثمار التكنولوجيا لخدمة هذه المأثورات، فالفنون علي إجمالها إنما عناوين حضارية ومتحضرة للشعوب، وهي الجوهر الحقيقي لها، بما تمثله من أحاسيس في التعامل مع الحياة ، وبما تحمله من رؤي جماعية في السياق الانساني، وبما تشكله من حالات انسجام مع الكون والوجود. وهنا يصبح الجهاد الحضاري، نصيبا مفروضا، لنيل حرية التمسك بالأصول مع المواكبة، والاستمساك بالأصالة مع المسايرة، حتي وإن استدعي الأمر، نوعا من المواجهة ، بغض النظر عن إيجابيتها من سلبيتها ، فليس أصعب علي الإنسان من أن يفقد.. عنوانه ! .
في ضياء هذه الرؤية...تحركت في أروقة مركز الإبداع الشعبي مقراأرشيف الفولكلور المصري» أو بالأدق في «الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية» في ابيت الخرزاتيب المجاور ل «بيت السحيمي» بالجمالية في أجواء الحسين والأزهر والقاهرة الفاطمية التي تفيض بالآثار والمآثر.
تابعت عن كثب في زيارة جديدة لأكبر عملية لحفظ المأثورات الشعبية المصرية تتم بشكل مؤسسي، يستثمر عطاءات التكنولوجيا من قبل أن يطمسها النسيان في ظل الحاجة الماسة الي التشبث بالمأثور الشعبي في هذه الآونة من العصر، التي تشهد محاولات مستميتة لطمس هويات الشعوب، واختراق خصوصيتها، وتعويم معالمها في معطف ثقافة العولمة أو الكونية. العملية التي تجري هنا تتم بالالتحام بين القدرة التي تتجسد في الشباب، والمعرفة التي تتمثل في ذوي الخبرة والعلم، تسعي إلي تأسيس وتأصيل أول أرشيف للفولكلور المصري، يقف عليها البروفيسور وعالم الفولكلور وأستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة د.أحمد مرسي، هو المايسترو الذي ينتظم معزوفة تتشكل من (62) عنصرا علميا وفنيا، ما بين 14 مستشارا، و12 مساعد خبير، و30 جامعا ميدانيا، و16 فنيا وتقنيا، يشكلون خلايا متجاورة تتحرك في منظومة تقليدية أصبح الاحتياج إليها شديدا، حتي صار الحافظ لأصوله كالقابض علي الجمر: علماء.. خبراء.. باحثون..فنيون.. محللون..جامعون.. مدونون..مدخلو بيانات.. مونتاج.. صوت.. وتقنيات.. وصورة.. وفيديو.. جرافيك.. معلومات.. كل ذلك وأكثر من ذلك ينصهر في خبرات وخيرات المأثورات الشعبية.
فرض عين ثقافي 
ساعتان في صحبة د. أحمد مرسي.. أسأله ويعلق، ويجيب والإجابة تنجب جوابا، والسؤال نصف الجواب، والتشبث بالروح المصرية هي عنوان هذه المحاورة، واحتواء الوجدان المصري علميا وعمليا هو جوهر هذه الزيارة، الوسيلة والغاية، الرؤية والأداة.. كشف السر في السرد الشعبي.
أبطال هذه الملحمة الشعبية هم الذين يتمسكون بجماليات هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل أن تنبت إلا طيبا، أو يفترض ذلك. فالهوية في غياب الجذور معرضة للاهتزاز.. أليس كذلك دكتور أحمد مرسي؟
-
العناية العلمية والمؤسسية بالمأثورات الشعبية جمعا منظما، وتوثيقا وحفظا وتصنيفا هي الآن (فرض عين ثقافي ووطني) في ظل المتغيرات العالمية، ولسنا في حاجة إلي تأكيد أهمية التنوع كخصيصة مميزة للحياة وللكائنات جميعا، علي صعيد ملايين العناصر، والأشكال التي نراها حولنا في الحياة وفي الطبيعة، وعلي صعيد آلاف العناصر والأشكال التي يبدعها الإنسان وتشكل تراثه الثقافي وإبداعه الفني، والمأثورات الشعبية لأية جماعة أو شعب نموذج للتنوع بتراثها وبما تشتمل عليه من فنون وآداب وطرائق حياة ونظم وتقاليد، ومعارف ومعتقدات تشكل قيماً وإبداعات ثقافية لا غني عنها، تعبر بها الجماعات والشعوب عن نفسها وتؤكد بها ذاتيتها الثقافية أيضا.
وأصبح الحلم حقيقة
يحدثنا د.أحمد مرسي عن الجذور التي تأسست عليها أحلام الرواد في هذا الميدان ودعا أصحابها من العلماء والأساتذة إلي بنية الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية:
-
كان إنشاء أرشيف قومي للفنون الشعبية المصرية وفقا للمصطلح الذي كان شائعا في خمسينات القرن الماضي، وكذلك إنشاء معهد علمي متخصص يقوم علي إعداد الكوادر العلمية المتخصصة في الفنون الشعبية ( المأثورات الشعبية) لكي ينهض بمهام الجمع والتوثيق والتصنيف والدراسة حلم الرواد: سهير القلماوي وعبد الحميد يونس، وعبد العزيز الأهواني، وأحمد رشدي صالح. وكانت البداية في عام 1957 هي إنشاء مركز الفنون الشعبية ولجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. وبإنشاء هذا المركز نشطت حركة جمع المأثورات الشعبية وثوثيقها ومحاولة تصنيفها تمهيدًا لإنشاء هذا الأرشيف الحلم. لكن ظروف الستينيات قلصت من دور المركز وأهميته، فهجر أبناؤه المؤسسون، لكن حلم إنشاء الأرشيف والمعهد العلمي ظل يراود أيضا تلاميذ الأساتذة الرواد: أسعد نديم وصفوت كمال وعبد الحميد حواس ومحمد الجوهري وأحمد مرسي، بل تجاوز حلمهم حلم الرواد بالدعوة إلي إنشاء ارشيف للمأثورات الشعبية العربية. ولأسباب يصعب الإحاطة بها هنا، لم يتحقق من الحلم، حتي ثمانينات القرن الماضي إلاّ إنشاء المعهد، لكن ظل الحلم الأساسي وهو إنشاء الأرشيف الذي يقوم علي توثيق الذاكرة الشعبية والحفاظ عليها لماّ يتحقق.
ومع بداية القرن الحالي أنشئت الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية ( عام 2001 ) كجمعية أهلية تضم المهمومين بالمأثورات الشعبية، ووضعت الجمعية هدفا أساسيًا من أهدافها- ولعله أول أهدافها- العمل علي تحقيق الأرشيف- الحلم. واستطاعت بتكاتف جهود أعضائها وعلي رأسهم الراحل أسعد نديم وبقيادته أن يبدأوا الخطوة الأولي في عام ( 2006 ) بالحصول علي منحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وموافقة وزير الثقافة علي تخصيص جزء من بيت الخرزاتي والمجاور لبيت السحيمي بالجمالية (القاهرة التاريخية) ليكون مقرًا لإنشاء الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية.
الأرقام أصدق أنباء
من أجل ذلك .. كانت الخطوات متسارعة ومتلاحقة لتدريب 170 من خريجي الجامعات من مختلف التخصصات علي عمليات الجمع والتوثيق والتصنيف، بمعاونة 16أستاذا من المتخصصين في المأثورات الشعبية والمواد والمهارات ذات الصلة، وقد تم اختيار 40 جامعا وجامعة من بينهم ينهضون الآن بعمليات الجمع الميداني، وكان الإنجاز ، هل نكثفه؟
-
هنا يحدثنا المهندس هيثم يونس مشيرا إلي أن مركز الابداع الشعبي استطاع أن يقتني مجموعة هائية من التسجيلات تشكل الحصاد أو القطفة الميدانية للمشروع :
بلغ عدد الرحلات 3070 رحلة.
تم تسجيل 3804 ساعة فيديو.
وتسجيل 913 ساعة صوت.
وحفظ 170ألف صورة فوتوغرافية.
تم الجمع من 26 محافظة من بين 29 محافظة تشكل جميع محافظات مصر. 
قاعدة بيانات
علي أسس علمية، ومواصفات عالمية، ومعايير مستقرة تتناغم مع اتفاقية صون التراث التي أقرتها منظمة اليونيسكو عام 2003 يرتكز التقسيم الفني للمشروع المصري علي خمسة محاور، كما يقول عاطف نوار،
أولها: التقاليد وأشكال التعبير الشفوية، بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي أو (الأدب الشفاهي) وثانيها: فنون الأداء. (الرقص- الموسيقي - الدراما الشعبية) وثالثها: الممارسات والطقوس والاحتفالات الاجتماعية (العادات والتقاليد والالعاب الشعبية) ورابعها :المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون(المعارف الشعبية) وخامسها :المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية (الثقافة المادية).
مشهد 1:
نتحرك في جنبات المركز ..هذه الفتاة مشغولة بإدخال بيانات عن التسجيلات العديدة، الدقة مطلوبة، والخطأ غير وارد، واليقظة في أناملها، والشعور بقيمة المسئولية هو المهيمن عليها.. أليس كذلك؟
فريق العمل متناغم، انه يضع المعلومات الكاملة لكل لوحة بدقة متناهية، تاريخ تسجيل اللقطة، مكانها، أجواءها، اسم صانعها، اسم جامعها، وتتراوح بين: الأدب الشعبي، الثقافة المادية وهي الجانب المادي الذي يهتم بدراسة الإبداع الحرفي والفني والجمالي لكافة المنتجات من الضروري دراسة الشخصية المصرية بشكل مستقل دون مقارنتها بغيرها من الشخصيات لأنها حيرت البشرية وحتي المصريين أنفسهم، واشدد علي ضرورة استخراج الخصائص الفريدة للشعب المصري واستثمار العناصر الإيجابية في معرفتنا للإنسان المصري.
حصاد ثري
يبدي د.أحمد مرسي غضبا موضوعيا، احتجاجا علي سوء استخدام كلمة «الشعبي» حتي أصبحت الآن مرادفا للابتذال والإسفاف والتدهور عبر ما تلوكه كثير من وسائل الإعلام خاصة «الفضاحيات »- علي حد تعبيره - وليس «الفضائيات» فالفن الشعبي في منظوره هو الأساس، لكن فنون الشعب ليست هي الرقصات التي تقدمها الفرق الشعبية فليس هذا هو التراث الشعبي، فالذي نراه في فرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية لوزارة الثقافة ليس «فلكلورا » ولكنه »استلهام للفولكلور«.
لابد من توافر شروط محددة في الموروث الشعبي لتوثيقه ضمن الفلكلور مثل أن يعبر عن رؤية أو حالة جماعية ومؤلفه مجهول وتتبناه الناس رافضاً إطلاق مصطلح «أغاني فلكلورية» علي ما أطلق عليه «الأغنيات الشعبية الهابطة» المنتشرة حالياً.
في ضوء هذه الرؤية من محدثي.. أحدق في حصاد خمس سنوات عبر الخبراء والأجهزة والوثائق والأيادي والأدمغة، فترتد النظرة المستوعبة مؤكدة ما أسفرت عنه الأدبيات المستقرة في الثقافية المورثة من الأباء والأجداد.
لا يوافق د.أحمد مرسي علي استخدام كثير من المتخصصين مصطلح «فولكلور» باعتباره مرادفاً للفنون الشعبية، ولعلنا نذكر هنا ان مجمع اللغة العربية قد نجح في ترجمة المصطلح الانجلوسكسوني إلي «المأثورات الشعبية».
يوضح ان المأثور يأتي من الماضي ليؤثر في الحاضر وقد يستمر في المستقبل.المأثورات الشعبية تعبر عن رؤية وموقف جمعي وليس فرديا إذ إنها تشمل الفنون والعادات والمعتقدات والمعارف التي تعبر بها مجموعة من الأفراد عن نفسها.البعض يظن ما يوصف بالشعبية هو الشيء التافه المبتذل وهو اعتقاد خاطيء فالكثير من المواويل الشعبية تعبر عن معان رفيعة وراقية.
علم الفولكلور أن المأثورات الشعبية هي الفنون والعادات والتقاليد وأشكال التعبير المختلفة منها الحركة والإيقاع وتشكيل المادة، وشرط اعتبارها من المأثورات الشعبية أن تعبر عن الوجدان الجمعي وأن تتداول بين الناس.
تجاهل وإهمال
نعم.. أتي علي المأثورات الشعبية العربية، حين من الدهر، طمستها موجة من الظلم والإظلام ، حتي باتت في غيابات الإهمال شيئا منكورا، وتوارت خلف أستار التجاهل نسيا منسيا ، بل كانت الدعوة الي العناية بها ترادف التخلف والرجعية ، ومن ثم فإن القاسم المشترك في رؤية د.أحمد مرسي يتمثل في..
-
التنبيه دائما إلي أمرين ، كل منهما علي جانب كبير من الأهمية، الأول: إننا إذا لم نجمع تراثنا، ندرسه دراسة علمية فسيجمعه ويدرسه غيرنا، وسيأتي وقت نقرأ فيه ما لا نحب، ونسمع فيه ما لا نود، والثاني أن علينا أن نتخلص من كثير من العقد التي تشدنا إلي الخلف، وأن يبدأ دارسونا المحافظون في الاقتناع بأن الذين يدرسون الفولكلور أو المأثورات الشعبية ليسوا دعاة إقليمية، أو القضاء علي الفصحي، ذلك أن هذا أبعد ما يكون عن هدفهم،بل لعل العكس هو الصحيح، إن الذين يدعون الي الاهتمام بالمأثورات الشعبية علمبا ووطنيا وقوميا، ليسوا دعاة فرقة وهدم، بل إنهم ليزعمون أن في دراساتهم لهذه المأثورات إثراء للعربية الفصحي، وتوضيحا لجوانب من تراثنا العربي لن تتضح في أجلي صورها دون دراسة لما هو موجود الآن من لهجات عربية في الريف والبادية، وما هو موجود من تقاليد ما يزال الناس يحافظون عليها إلي الآن، بل إنهم ليزعمون أن الوحدة العربية تلتمس في المأثورات الشعبية، تلك التي ما زالت حية إلي الآن، معبرة عن وحدة العادات والتقاليد، وأساليب التعبير التي تجمع الشعب العربي في صعيد واحد.
الفولكلور والتكنولوجيا
أعرف أنه لا يزال البعض يتساءل مندهشا وربما مستنكرا: ماذا يفيد الفولكلور في عصر المعلوماتية والحداثة والنت وإعلام المواطن والتواصل الاجتماعي وثقافة الصورة وجبروت إغرائها؟
-
هناك كثير من التحولات التي يشهدها العالم المعاصر بتأثير التطور السريع لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وأن هذه التحولات قد تؤدي بدورها إلي تهديد خطير لهذه لوجود هذه المأثورات ذاتها وما تعبر عنه من خصوصية وهوية، وما تبدو عليه من أشكال ثرية متنوعة.
وأبد.. لن يتحقق صون الهوية أو الانتفاع بما يمكن أن تسهم به هذه المأثورات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما لم يتحقق ما جفت ألسنتنا من تكراره من ضرورة جمع هذه المأثورات وإعداد قوائم البيانات العلمية الخاصة بها التي تثبت ملكيتنا لها وإدراكنا لأهميتها، واقتناعنا بدورها الذي لا غني عنه.
المزاوجة بين العين واليد
مشهد 2: أتوقف أمام شاشة جرافيك، وأحدق في كيفية تعامل الفني مع الصورة الحقيقية، وهو يبذل كبير جهد في المحافظة الدقيقة علي معالمها، دون تدخل منه إلا لحماية جمالياتها ومعانيها، والحرفية التي تعبر عنها أصابع المرأة الريفية في المناطق التي تشتهر بزراعة النخيل مثل الوادي الجديد والواحات والفيوم، وهي تجدل الخوص وتجادله، وتزاوج بين اليد والعين ، مؤكدة أن الحرف اليدوية تشكل عنصرا حيويا من عناصر المأثورات الشعبية التي تتميز بالشمولية وتتسم بالشفافية، بصدورها عن روح شعبي جماعي، تتوحد فيها الذات بالموضوع، وتمتزج الأنا بالمجموع وينجلي التداخل والتواصل، ولذلك يشير الباحثون إلي أنه ينبغي أن نجمع نماذجها من الميدان، لا نفضل نماذج فن القول علي نماذج فن التطريز، ولا نقتصر علي نماذج الموسيقي دون نماذج فن الوشم، ولانقيد أنفسنا بجمع نماذج الخرافات دون أن نجمع نماذج الحلي المصنوعة لأغراض سحرية، وعلي ضوء ذلك فإن دراسة الحياة الشعبية وثقافاتها، تستقيم بين أيدينا كاملة في منهاجها، إذا نحن تناولناها في شموليتها، ونظرنا في تعابيرها الفنية علي اختلاف أنواعها ودرجاتها.
تعليق مساعد: ان هذه المأثورات بتنوعها وتجلياتها غير المحدودة يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تأكيد التواصل بين الجماعات علي صعيد المجتمع الواحد، وبين الشعوب علي صعيد العالم كله، كما أنها يمكن أن تلعب دورا لا يقل أهمية عن دور الاقتصاد في إحداث التنمية والتغير الاجتماعي، ذلك أن اقتصاد الثقافة يمكن أن يؤدي دورا أساسيا في الحد من أوجه التفاوت في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، بما أنه يتيح تحويل الثروات الرمزية إلي ثروات مادية، ولعل هذا يدفعنا الي ضرورة التفكير في وضع نظام متكامل ومتوازن اقتصاديا يشجع علي ازدهار الأنشطة الانتاجية في مجال المأثورات الشعبية محليا، وربط ذلك علي نحو ملائم بالسوق العالمية للسلع والخدمات الثقافية وتوثيق الصلة بين الثقافة والتنمية عن طريق دمج البعد الثقافي السياسات الانمائية الوطنية.
وتعد الثقافة المادية الجانب المادي من علم المأثورات الشعبية ، وتهتم بدراسة الإبداع الحرفي والفني والجمالي لكافة المنتجات الثقافية الموروثة من الآباء والأجداد ويقوم قسم الثقافة المادية بالأرشيف بتوثيق مواد الإبداع ويشمل التوثيق الممارس والأدوات والخامات المستخدمة وطرق ومراحل العمل المختلفة وتنوع الانتاج واستخدامه في دورة حياة الفرد والمجتمع إنها الثقافة المادية الحرف والفنون الشعبية - العمارة الشعبية - الغزل والنسج والملبوسات - الأطعمة الشعبية - الزراعة و الرعي و الصيد - النقل و المواصلات - الآلات والأدوات المستخدمة في الموسيقي - الادوات المستخدمة في العروض و الالعاب والدراما - الأدوات المرتبطة بالعروض والدراما والرقصات والألعاب - ملابس الرجال في الواحات - مدخل الكنيسة - بائع الفول - الخياط البلدي .
وسائط إعلامية
مشهد 3: تتواصل الجولة في امركز الإبداع الشعبيب ووقفة مع انتاج فيلم مسكون بمشاهد يحولها الي شواهد علي الإبداع العفوي المصري، وأتساءل اذا كنا نعيب علي غيرنا في ارتكاب مخاطرة الإعراض عن فنوننا الشعبية، فإننا أيضا مشاركون فيها حين ونهينا عن آدابنا العامية ، ونأينا عن مأثوراتنا الشعبية ، مثلما تخلينا عن كثير من مآثرنا، فاستعرنا كل شيء في حياتنا حتي أسمائنا وما أقسي التوهان في عصر الاستعارة! ومن ثم أسأل: إن الجواهر لتحتاج لصائغ يعرف كيف يقدمها ويتغني بمحاسنها ، وهذه هي مهمة علماء الفولكلور،أليس كذلك دكتور أحمد ؟
إنه يقول:ا لدينا برنامج لإصدار مجموعة من الوسائط المكتوبة والمرئية والمسموعة التي تتناول هذه الثروات الشعبية بالتحليل العلمي، منها مطبوعات عن االموالب واالأسواق الشعبيةب واالموالدب واسطوانات مدمجة تحمل هذه المواد الشعبية المتنوعةب.
ثمة مفارقة في هذا السياق.. إذ كيف لم تستغل هذه الثروة الهائلة من التراث الثقافي غير المادي علي شاشة التليفزيون، ليري الناس فيها صورتهم الحقيقية، وجوهرهم الصافي في أنساقه التقليدية؟!
-
يجيب: لدينا كل الاستعدادات العلمية والفنية، وكل الامكانيات التي نزود بها من يرغب في طرحها وعرضها واستعراضها، خاصة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما أن هذه المواد تمثل معينا لا ينضب للدارسين في المراكز والمعاهد والجامعات، وقد صارت موثقة ومصنفة.وتتيح لهم كل الفرص، وما نؤكد عليه فقط هو حفظ حقوق الملكية الفكرية لمركز الإبداع الشعبي.
في عمق القري
مشهد 4: ومن الحرفيات وفلسفتها الشعبية العميقة والبسيطة معا، إلي مشاهد الإنشاد الديني حيث ينظر الأرشيف إلي فنون الفرجة والدراما الشعبية باعتبارها ظواهر احتفالية تمارسها الجماعة الشعبية في مناسبات متعددةادينية واجتماعيةبتشمل عناصر الكلمة والصورة والايقاع والتشكيل والجمهور، ومن نماذج هذه الظواهر ما يتمثل في احتفالات الموالد والأسواق والأفراح وليالي السمر والأراجوز وخيال الظل والمشخصاتية والمسارح المتنقلة والمرتجلة التي تحمل في طياتها جذور الدراما الشعبية في الكثير من المناطق والأحياء والمدن والقري المصرية.
هذه لقطة جمعها الارشيف من قرية المجازر مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، فيها يبدأ المنشد بمصاحبة الفرقة الموسيقية:
اأنت الذي خلقتني ورزقتني
إذا مرضت يا إلهي شفيتني
الله إذا اشتكيت أشكي إليك بلوتيب
إشارة :مما لا شك فيه أن هذه استيعابها لعناصر ثقافية متعددة، ومن خلال تواصلها واتصالها مع الحياة والناس، ذلك أنها في جوهرها حوار متجدد، وتبادل للخبرات، وتقدير للقيم والتقاليد، وأنها تذبل وتموت عندما تفرض عليها العزلة، أو يتم التعامل معها باعتبارها سقط متاع، ومن ثم تفقد ذاتيتها الثقافية التي هي في أساسها قوة دامغة للمجتمع لكي ينهل من ماضيه ويثريه بالجديد الذي يتواءم مع سماته المميزة والاستمرار في إبداعه، والتي هي أيضا ثروة حافزة تزيد من فرص نموه وازدهاره.
إضاءة: عدُّ التاريخ الشفاهي مصدراً من المصادر المهمة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار؛ فهي توضح وضع المجتمع، وكيف يري أصحاب ذلك المجتمع أنفسهم، والصورة التي يرسمونها لأنفسهم أو يضعون أنفسهم داخل إطارها. ونستطيع القول بأن التاريخ الشفاهي يسد كثيراً من الثغرات التاريخية التي سكتت عنها المصادر، كما أنه يعطينا تاريخاً للجماعات أو القري التي لم تتناولها المصادر التاريخية أساساً، أو أن ماورد بشأنها كان طفيفاً. وبدهي أن التاريخ الشفاهي لا يعني بالترتيب الزمني، للأحداث أو تسلسلها، فرواة التاريخ الشفاهي لم يحفلوا بالتحديد الزمني، فهذا التاريخ يحكي عن أخبار جري رأي الناس أنها مهمة دونما اهتمام بمتي حدث ذلك. فتلك المادة مع إخضاعها للبحث والنقد التاريخي، ووضعها في سياق بيئتها الاجتماعية والتاريخية والجغرافية، يمكن أن تسد بعض الفراغ المأثورات تتجدد وتثري من خلال التاريخي، وتفسر بعض الظواهر الاجتماعية التي سكتت عنها المصادر، أو بمعني آخر تكسو العظام لحماً، فهي التي تعطينا صورة حية للماضي أو تجعل الماضي حياً ينبض أمامنا. ويجب ألا يغيب عن البال أن عملية قص أو حكي التاريخ تمثل إعادة الحياة لأفكار ومشاعر وتراث السامعين. فالتاريخ الشفاهي له نبض ودفء، وليس ببعيد عنا حلقات المتسامرين حول رواة السير وتلاعب الرواة بمشاعرهم، رغم أنها أحداث مضي عليها مئات السنين وسمعت عشرات المرات، فضلا عن أن أغلب هذه الأحداث من خيال الراوي وإبداعاته. ولكن لها سحراً يتبقي في القلوب ويلعب بالعقول. ويجب أن نشير إلي أن هناك طبقة راسخة من العادات والأفكار، ونسقاً ثابتاً من القيم تتحكم وتوجه المسار التاريخي للأحداث، وإن كانت هذه الطبقة غير مرئية، ولكن علي المؤرخ إدراكها بعيداً عن الإدراكات العقلانية. وبالإضافة إلي ذلك فعلي المؤرخ أن يكون واعياً ومدركاً للمضمون بحيث لا يقع في شباك الشكل أو حبائل التعبير.
تفاعل واعتزاز
مشهد: لكل مناسبة : أغنية ، ولكل عمل : نغم ، ولكل حدث : صورة، ولكل تجربة : مثل ، حين تنسكب حبات العرق من جبينه ، يغني للمزيد من التواصل، ومع موجات البحر يترنم بأشواقه لخيرات البحر، ومع طرقات الحديد والنحاس، مع نمنمات الزخارف ، مع بريق النسيج ، مع أصوات الماكينات ، والآلات ، وارتفاع العمائر وترميم البيوت الأثرية، يغني ويتغني بعشرات من شرائح الفنون التقليدية التي وإن تباينت في كثير من الفروع ، إلا أنها تتشابه داخل النسق العام ، ذلك أن الوجدان المصري يدرك من قديم الزمان كيف يتعامل مع الفنون بكافة أشكالها ، وتنوع ألوانها ، وكيف يتخذ منها وسائل للتعبير عن روح الانتماء للارض والمجتمع ، والتفاعل مع موروثاته ومأثوراته، والاعتزاز بالتاريخ والجغرافيا ، وتبادل التأثير والتأثر، مع العالم من حواليه.
إضاءة: العادات والتقاليد هي ذلك السلوك الجمعي الذي يرتضيه الناس في مجتمع ما، استجابة لظروفهم الحياتية ومتطلباتهم وحاجاتهم اليومية وقد يتخذ ذلك السلوك صيغا احتفالية كما هو الحال بالنسبة للاحتفال بالمناسبات الدينية ( الاحتفال بشهر رمضان، والعيدين، والمواسم.....الخ) .أو بالمناسبات الاجتماعية ( الميلاد الزواج الموت) أو بالاحتفال بالأولياء والقديسين بالاحتفال بموالدهم، كذلك فإن المرتبطة بما يجب أن يقوم به أفراد المجمتع تجاه بعضهم البعض في المناسبات المحزنة ، فضلا عن المبهجة. وذلك السلوك الذي يتبعه الناس في علاقتهم ببعضهم علي مدار اليوم وكل الأيام.
ثمة حرص علي تقسيم موضوعات العادات الشعبية إلي عادات دورة الحياة ( الميلاد ،الزواج ، الموت ) آداب وتقاليد الضيافة،عادات المأكل والمشرب (الوجبات ومواعيدها، ادب المائدة ، نوعية الاطعمة المقدمة، آداب الأكل)-الاطعمة الشعبية المنزلية- المطاعم الشعبية- العادات المرتبطة بالتدخين- العادات المرتبطة بالمشروبات- الأسواق الشعبية (الأسواق العامة،الأسواق المتخصصة) -العلاقات الأسرية (دور الأب ،دور الأم...الخ )- آداب السلوك ،الممارسات المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية ،الاحتفالات الشعبية (الاحتفال بالمناسبات الدينية ،الاحتفالات المصرية التاريخية)-القانون العرفي (قضايا الفانون العرفي ، القضاة العرفيون ، معاونو القضاة).
تبقي أو تتغير
مشهد 6: وفي عالم الأزياء الشعبية جمعت ألوف الشواهد التي تؤكد جماليات الزي التقليدي وملحقاته ومكملاته، خاصة في المناسبات السارة، والفضيات التي ترصعه بسلاسلها المعدنية والحلي المصنوعة من الخرز والمشغولات الرقيقة والدقيقة التي تتجاور مع الحداثة.
هنا يقول د. أحمد مرسي اهذا يمثل جزءا من التراث الشعبي المصري الذي عاش لأجيال متتابعة واستمر ، إلا أن استمراره وبقاءه لأجيال أخري قادمة غير مأمون في ظل تيارات التغير والرغبة في التغييرب وهذا يعبر عن طبيعة التراث الشعبي بكل مجالاته فأجزاء تبقي وأخري تتغير أو تزول.ومن ثم تتبدي أهمية الجمع الميداني وتوثيق مواده وتحليلها.
إضاءة: اعتبرت الأزياء التقليدية أحد موضوعات المأثورات الشعبية المهمة، فهي تكشف عن ملامح الثقافة التقليدية بعاداتها وتقاليدها، وقيمها الأخلاقية والفنية والجمالية والدينية. كما أنها تعبر عن اختلاف البيئات والمجتمعات وتعكس التحولات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
والأزياء التقليدية معين لا ينضب يستلهم منها مصممو الأزياء خطوط التصميم، والموتيفات والوحدات الزخرفية، وقطعالحلي المختلفة، ويرجع إليها القائمون علي الدراما التاريخية أو الشعبية ليوثقوا منتجاتهم الفنية، بينما يهتم بها الهواة والدارسون ليخرجوا منها كنوزاَ أخري في صورة أبحاث ودراسات وتقارير عن الأزياء التقليدية في كافة أرجاء المجتمع المصري بريفه وحضره، ومجتمعاته البدوية والساحلية، وأيضاً الهامشية.ويتضمن قسم الأزياء التقليدية صوراً، وأفلام فيديو، وتسجيلات صوتية، عن الأزياء النسائية، والرجالية، والخاصة بالأطفال، حيث يتم تناول كل فئة من حيث ملابس البدن، وأغطية الرأس، وألبسة القدمين، والحلي مع الحرص علي تناول كل قطعة زي من حيث مسمياتها المحلية، وتصميمها، وخاماتها، وألوانها، وطريقة ارتدائها، ومناسبات الارتداء. إلي جانب تغطية الأزياء التقليدية لبعض الفئات الأخري التي تتميز بأزياء خاصة بها مثل الطرق الصوفية، والمجاذيب، ومقيمو الزار، وغيرهم
الفنون الحركية
مشهد 7: أتوقف أمام عملية جمالية لإيقاعات الوجدان الشعبي من خلال فن الرقص في دلالاته التعبيرية، وأسمع د أحمد مرسي وهو ينتقدالقنوات الفضائية التي يسميها »الفضائيات« إذ يقول:«ان أجهزة الاعلام قد ضاقت كي تسع برنامجا عن الفن الشعبي يعرف الناس بقيمة هذا الفن، وهم بذلك كسروا احترامهم له» «في اطار «الفضائحيات»، وأقصد بها الفضائيات، والتي تقدم كل شيء، حيث تأخذ التراث الشعبي وتقدمه بشكل مبتذل، ويقدمونه باعتبارهم مطربين، حيث تجد واحدا خرج علينا يتلوي، ويقولون هذا هو الفولكلور، لكن الأمل في نمو الوعي بالتراث عند الناس يومها ستنتهي مثل هذه الأشياء.
هذه النظرة الساذجة والمتخلفة إعلاميا يدحضها المشروع بتوثيقه للفنون الحركية التي أصطلح علي تسميتها بالرقص الشعبي، لا تزال فنوناً غير معروفة علي خريطة الثقافة المصرية، حيث كان الاهتمام- ولا يزال- منصباً علي الفرق الشعبية التي يعتقد الكثيرون أنها تستلهم التراث الشعبي لتنقله علي خشبة المسرح، وهو الاتجاه الأكثر بروزاً حتي الآن. ولذلك يهدف الأرشيف القومي للفولكلور رصد الرقصات الشعبية من بيئتها الطبيعية ووضعها علي خريطة الثقافة الشعبية المصرية.
عازفو السيمفونية
و.. تطول الوقفات أمام سيمفونية الجهود العلمية والعملية التي يعزفها أوركسترا من صناع الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية: المهندسون حسام صبحي، عاطف نوار، هيثم يونس (تكنولوجيا المعلومات) عادل عبد المنعم: الرقص ، رحاب كمال أحمد : الموسيقي الشعبية، دانا عبد الغني: الحرف التقليدية، حسام : البرمجة، تامر رزق: الثقافة المادية، إيمان عيسي: المعتقدات، أيمن فاروق: الأدب الشفاهي، أحمد يونس: التاريه الشفاهي، إسلام شريف :تكنولوجيا الشبكات، أحمد سامي: المعارف. منال عرابي: التدقيق، وغيرهم من الأدمغة التقنية.
وشهد شاهد من أهلها 
تأريخ 1:كلما تحركت في جنبات وأروقة محتوياته، كانت تطالعني لوحة في الذاكرة لنخبة من علماء الفولكلور المصري الذين أصبحت دراسة المأثورات الشعبية علي ايديهم ، علما قائما بذاته، منذ أن تم الاعتراف الرسمي به، بتخصيص كرسي للدراسات الشعبية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960ليتخذ هذا العلم مشروعيته في الجامعات العربية ، وتؤسس المعاهد والمراكز للفنون والآداب الشعبية ، بعد جهاد طويل من رواد هذا العلم :
تأريخ 2: نالت الدكتورة سهير القلماوي ، في اربعينيات القرن العشرين درجة الدكتوراه في (ألف ليلة وليلة) وحصل رائد الأدب الشعبي الدكتور (عبد الحميد يونس)علي الدكتوراه في (السيرةالهلالية) وهو أول من أدخل بكل جرأة فرقة للفن الشعبي في حرم جامعة القاهرة ، كدليل علمي توثيقي ، اثناء مناقشته رسالة الدكتوراه.
تأريخ 3: هذا الاتجاه نجح في إقرار مجمع اللغة العربية المصري لتعبير االمأثورات الشعبيةب من أدب وموسيقي وغناء ورقص وفنون تشكيلية. كمعادل لمصطلح فولكلوربFolklore الذي يعني اعلم الشعب ب في اللغات الأجنبية ، وراحت المكتبة العربية تستقبل علي رفوفها عشرات ومئات الدراسات في حقل المأثورات الشعبية، ولا يزال الطريق مستمرا.
شهادات
شهادة 1: الم يعد الفولكلور مقصوراً علي شريحة من المجتمع فهو ليس تراث البسطاء ، ولاوهم الأميين ، ولا ثقافة الريفيين ، ولكنه تراث الشعب بأسره ، وهو لايحول دون التقدم العلمي والتكنولوجي بل يعين عليهما ويحتفظ في الوقت نفسه بأصالة الشعب ان مستقبل الفنون التقليدية أو الشعبية هو بعينه مستقبل الشعب الذي يعيش حاضره ، الذي هو تطور متواصل لماضيه الطويل ، واليوم ونحن علي وعي كامل بنواميس التقدم ، فإننا ندرك ان المرء لايجد الظل الا تحت شجرة عميقة الجذورب د. عبد الحميد يونس - الموسيقي الشعبية بين الأصالة والتطور
شهادة 2: ايوم ننجح في الكشف عن حقيقة وجدان الإنسان العربي بالدراسات المتأنية لجزئيات وموتيفات أدبه الشعبي، سننجح في إعادة قراءة ادبه قراءة صحيحة، لنفهم الإضافات التي يحققها هذا الأدب، وسننجح أيضا في فهم حقيقة الإنسان العربي، وحقيقة دوره كأحد بناة الحضارة الإنسانيةب. فاروق خورشيد - عالم الادب الشعبي العجيب
شهادة 3:ا ننظر الي سائر انواع التعبير الشعبي ، علي انها وثائق نفسية واجتماعية وتاريخية، وانها كلها تستوي في اتصالها بالحياة اليومية ، والبيئة الثقافية، إن دراسة الحياة الشعبية وثقافاتها، تستقيم بين أيدينا كاملة في منهاجها، إذا نحن تناولناها في شموليتها، ونظرنا في تعابيرها الفنية علي اختلاف أنواعها ودرجاتهاب رشدي صالح - الأدب الشعبي
شهادة 4:االمأثورات الشعبية هي جزء من التيار العام للثقافة ، وهو يستمد بقاءه وتكامله وقيمته من الاستجابة المباشرة لتجارب أفراد الجماعة، ومن الاشتراك العفوي في تجربة الجماعة وخبرتها وامتزاجه بذوقها، حيث ينجح الفرد في التوحيد بينه وبين جماعته وتراثهاب. د.أحمد مرسي- مقدمة في الفولكلور
شهادة 5:احين يودع الصانع الشعبي، كتلة الصلصال، أوصفائح المعدن أو رقائق النسيج أو شرائح الزجاج أو قطعة الجلد، إنما يشكل تعبيرات عن براعته وفنه، وقد يحمل أشكالها وزخارفها وألوانها ،رموزا وإشارات، قد نلقاها مذكورة في فنون الأدب الشعبي ذاته، ولعل هذا الصانع يبث في هذه المصنوعات، أشياء من التعبير عن المعرفة والتقنية الشعبية، تهم من يدرس الثقافات الشعبية علي اتساع معناهاب.سعد الخادم، سعد الخادم - الفن الشعبي والمعتقدات السحرية
شهادة 6:افن الوشم هو تعبير عن احتياجات إنسانية، والاهتمام بدراسته هو اهتمام بأحد مجالات التعبير الفني في الحياة الشعبية، فالبحث في مجال الوشم هو مثل البحث في مجال القصة الشعبية، ومن الممكن أن نضع في أيدينا مزيدا من تراث الفن الشعبي، هذا التراث الذي ينبغي أن نسجله وندرسه ونحتفظ به لقيمته التاريخية أولا، ثم لنستلهم ما نراه صالحا من موضوعاته، ووسائل تنفيذه بعد ذلك في أعمال فنية جديدةب. سوسن عامر - الوشم في الفن الشعبي
ملحوظة
وضع الدكتور أحمد مرسي علي رفوف المكتبة العديد من الأعمال التي تدور في فلك المأثور الشعبي منها :الأغنية الشعبية، المأثورات الشعبية الأدبية ، مقدمة في الفولكلور،، الأغنية الشعبية مدخل إلي دراستها،- المأثورات الشفاهية، الأدب الشعبي وفنونه، الفولكلور والاسرئيليات ، الفن الشعبي المصري بالإسبانية و العربية، عالم نجيب محفوظ ( بالاسبانية ) مصر مهد الحضارة - مدريد ،المجتمع المصري من موسوعة مصر الحديثة ، مقدمة في الأغنية الشعبية ، من مأثوراتنا الشعبية ، كل يبكي علي حاله، الأدب الشعبي وثقافة المجتمع، الخرافة في حياتنا، الأغاني الشعبية في صعيد مصر، الإنسان والخرافة. الي جانب مئات الأبحاث المنشورة في الدوريات العربية والاجنبية.