التراث المصري.. ملامح الزمن الجميل

التراث المصري.. ملامح الزمن الجميل

أخبار مصر - بتاريخ 04/01/2017 - قسم ثقافة وفنون - صفحة - بقلم علا الحاذق

التراث المصري.. ملامح الزمن الجميل

     

اعداد: علا الحاذق

حكايات وأمثال..فنون وحرف.. عادات وتقاليد.. ميزت شوارعنا ورسمت ملامحنا من قديم الزمان.. مارسها الاجداد وانتقلت عبر الاجيال .. ولاتزال تسكن وجداننا حتى الان ..

ولكن.. مع التطور العلمي الهائل والتقدم التكنولوجي السريع اصبح بعضه في طي النسيان والبعض الاخر يعاني الاهمال.

«من فات قديمه تاه»، و”اللى مالوش ماضى مالوش حاضر “…امثال شعبية بسيطة لكن معناها عميق .

فقديم الإنسان هو تراثه وتاريخه، والشخصية المصرية هى حصيلة التقاء ثقافي فريد، وإسهام حضاري فذ، وتاريخ ممتد، تواصلت فيه مصر مع غيرها وأنتجت شخصية مصر التراثية التى نبعت من حواريها وشوارعها وأقاليمها المختلفة ، وأفرزت تفردها وعبقريتها التى ظهرت من خلال كافة أشكال الفنون التراثية التى تزخر بها مصر.. حكايات أبو زيد الهلالى وعاشق المداحين والست خضرة والسقا والأراجوز والحكواتى وع الأصل دور وخليك فاكر مصر جميلة.

تتميز مصر بالتراث النادر الفريد الذى لا تجد مثيله فى العالم، خاصة تلك المصنوعات اليدوية المختلفة التى تميز كل محافظة من محافظات مصر، ولكن مع مرور الزمان وتتطور الصناعات، أوشكت هذه الصناعات اليدوية على الاختفاء و الاندثار من حياتنا،

وكم أحوجنا إليه الآن وهو الرجوع إلى هويتنا العربية الأصيلة والحفاظ على تراثنا قبل أن يندثر.

المحافظة على التراث طريقنا للوصول الى العالمية وذلك من خلال الحفاظ على تراثها وهو ما يعد حفاظًا على الشخصية الوطنية
بشكل عاجل وفعال لحماية التراث المعرض للتدمير أو السرقة، لما للتراث من دور هام في حفظ الذاكرة البشرية، فهو يعتبر الثروة الحقيقية الإنسانية.

ذاكرة الوطن

التراث الشعبي يتكون من عادات الناس وتقاليدهم، وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وهو استمرار للفولكلور الشعبي كالحكايات الشعبية، والأشعار والقصائد المتغنى بها، وقصص الجن الشعبية، والقصص البطولية، والأساطير، ويشتمل على الفنون والحرف، وأنواع الرقص واللعب، والأغاني، والحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائدة والألغاز، والمفاهيم الخرافية، والاحتفالات والأعياد الدينية .

التراث الحضاري والابداع الانساني ينتقل من جيل الى اخر ، وتتنافس شعوب العالم على تسجيل تراثها على قائمة اليونسكو، بما يمثله من روعة التواصل مع الجذور واستمرار أشكال التعبير الموروثة عن الأجداد، وتجسيد للتفرد، واحترام للتنوع الثقافي، وتمسك بحق البقاء، وتقارب بين الحضارات، وتجسير للهُويَّات.

عصا المحبة” في اليونسكو

و«فن التحطيب» او عصاية المحبة او غية الرجال … نشأ في مصر القديمة، وتناقلته الأجيال عبر آلاف السنين، وهو من الفنون اللامادية التي كان يهددها الاندثار، لولا أن أدركته منظمة اليونسكو أخيرا وسجلته على قائمتها للتراث العالمي، وهو حدث مهم للثقافة المصرية.

يفتخر أبناء الصعيد في جنوب مصر بلعبة التحطيب معتبرينها “لعبة الرجال” يتوارثونها من جيل بعد جيل ومن عائلة إلى أخرى، وتعد لعبة” التحطيب” مصرية خالصة وتتركز في صعيد مصر في محافظات سوهاج وأسوان والأقصر وقنا، ورغم أنها قد تبدو لعبة غريبة حيث يتقاتل فيها شخصان باستخدام عصاة وغالبًا ما يتم هذه التقاتل على أنغام آلة المزمار، إلا أن اللعبة لا تزال تجد إقبالًا كبيرًا بين” الصعايدة” الذين يعتبرونها غية الرجال.

وزارة الثقافة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لتسجيل لعبة التحطيب ضمن قائمة التراث غير المادى باليونسكو باعتبارها تراثا مصريا غير مادى، وهو ما تحقق في 30 نوفمبر 2016، خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو في أديس أبابا.

وسعت وزارة الثقافة منذ عام 2014 لتسجيل تلك اللعبة التراثية العريقة في اليونسكو، بعد أن نجحت في تسجيل ملف السيرة الهلالية، في عام 2008، وتقدمت بملف عن تاريخ اللعبة، وأهميتها في مصر كتراث أصيل، إلا أنه تم سحب الملف لإجراء مجموعة من التعديلات، وإعادة تقديمه إلي المنظمة، بعد الانتهاء منها.

وبالفعل في اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو في أديس أبابا، أمس الأول، نجح وفد وزارة الثقافة – برئاسة الدكتورة نهلة إمام الأستاذ بأكاديمية الفنون – في تسجيل ملف التحطيب في منظمة اليونسكو، و تم تسجيل اللعبة علي قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وقد حظي الملف المصري بمساندة قوية من الدول العربية الجزائر، وفلسطين، ولبنان، وبقية الدول التي لها حق التصويت، بالإضافة إلي الدول المشاركة في الاجتماع، وهي المملكة العربية السعودية، والإمارات، وعمان والأردن. كما بذلت وزارة الخارجية مجهودا كبيرا علي المستوي الدولي لإقناع الدول الأعضاء بالتصويت لمصلحة مصر.

جذور فن التحطيب
تعود جذور فن التحطيب إلى مصر الفرعونية، حيث وجدت نقوشات على المعابد الفرعونية، والعصاة التي استخدمها قدماء المصريين كانت مصنوعة من نبات البردي المعجون حتى لا تسبب إصابات بالغة للاعبين وبمرور الوقت تغير نوع العصاة من الشومة الغليظة وحتى عصاة خفيفة من الخيزران.

وكانوا يؤدونها كنوع من التدريب للقتال وقت الحروب، وللتسلية في فترات السلم، وكانوا ينزعون نصل الحراب ويتدربون بالعصا على فنون الدفاع والهجوم، وبمرور العصور باتت موروثا شعبيا توارثته الأجيال، ربما يختلف فى محافظات عن أخرى، إلا أنه يظل تقليدا أصيلا يساعد على التقارب والتماسك الاجتماعي، و يمارسه الناس في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الدينية، خاصة فى الصعيد حيث يعتبرونه وسيلة لترسيخ قيم الشجاعة والوفاء، لا أداة للعنف أو القمع.

وبقيت اللعبة «غِيَّة الرجال» هذه تجسيدا للمروءة والشهامة والمنافسة التي لا تعرف الخصومة، فرغم اعتمادها على فكرة القتال بما يعنيه من هجوم ودفاع، وانتصار وخسارة، فإنها تعكس معانى إنسانية جيدة مثل روح الجماعة، والدفاع عن الكرامة، واحترام الآخر، ووسيلة فعالة لتفريغ الطاقة بشكل سلمي، حيث لا مجال للثأر في ممارسة التحطيب، فهى الحلبة الوحيدة في الصعيد التي إذا توفي أحد المتبارزين فى أثنائها لا يجوز لأهل المتوفى المطالبة بثأره، أو حتى ديته، وذلك على نقيض حالات القتل الأخرى، كما أنه لا يسمح لمن كان على خصومة باللعب كطرفين متنافسين.
طريقة التحطيب
عادة ما تكون المبارزة بالعصا على أنغام المزمار بين شخصين، حولهما دائرة من المشجعين يتابعون حركاتهما بدقة، ينتظرون اللحظة التي يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه والاحتفاء به، وهذا هو المشهد المتكرر للعبة “التحطيب” أو الرقص بالعصا، المعروفة في أنحاء مصر، والمنتشرة بكثرة في محافظات الصعيد، والتي يولع بها أبناء الجنوب، ومن يتابع الأفلام السينمائية القديمة أو الدراما المصرية فلا شك أنه تعرف على هذه اللعبة الشعبية التي يبحث عنها الهواة والمحترفون في الموالد أو الأفراح، ويذهبون وراءها في أي مكان لإشباع رغبتهم في ممارستها، كما شكلت مفردة أساسية في بعض لوحات الفنانين التشكيليين.

عصا التحطيب
العصا هي محور التحطيب، والأداة الأساسية التي لا يمكن أن تبدأ اللعبة من دونها، فالعصا أداة ورمز، لها جذورها في الموروث الديني والشعبي، خاصة عند أهل الصعيد، فقد تم ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى)،

كما أن للعصا أشكالا وأصنافا واستخدامات متعددة، لكن تشتهر في التحطيب باسم “الشومة” حيث تتسم بالصلابة وصعوبة الكسر، ويؤدي استخدامها في الضرب إلى القتل – أحيانا – ولكن نادرا ما يحدث أي أذى لأي من المتبارزين

مميزات التحطيب
لعبة التحطيب تعلم الإنسان الصبر والمروءة والجرأة والشهامة، وهناك قيم أخرى كثيرة، لأنها ليست مجرد لعبة عادية، إنما هي فن في البداية، فلا بد لمتعلم التحطيب أن يجيد فنون التعامل مع الآخرين، ويتمتع بذكاء يمكنه من الانتصار على خصمه، كما أنها تتطلب قوة بدنية وجسمانية تمكن المبارز من الإمساك بالعصا جيدا وبقوة حتى لا تقع من يده ويكون مثار سخرية من المشاهدين، لكن بدأت اللعبة في الفترة الأخيرة في الانقراض والاندثار في كثير من قرى الصعيد، ومن أجلها أضطر الكثير للذهاب إلى الموالد والأفراح في أي مكان لأشباع رغبته في ممارستها، وعلى الرغم من التكاليف وتعب السفر إلا ان الكثيرين لا يمكنهم الاستغناء عنها أو نسيانها لأنهم يعشقونها بجنون

السيرة الهلالية

مصر نجحت في تسجيل ملف السيرة الهلالية، عام ٢٠٠٨، بمنظمة اليونسكو.

يضم الصعيد في جنوب مصر تراثاً غنائياً متفرداً وأصيلاً، يتمثل في السيرة الهلالية (سيرة بني هلال)، وامتدت أحداثها من نجد إلى تونس مروراً بالصعيد، ورغم مرور قرون على وقائع هذه السيرة، فإن الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد أصرّت على إحيائها والتغني بها.

تختلف طرائق أداء وعرض السيرة الهلالية، لكن الطريقة الأكثر انتشاراً هي غناؤها، فيما يعرف لدى أهل الصعيد بـ”فن الواو”، كانت السيرة قديماً تقدّم على لسان “الراوي”، وهو يعزف على الربابة، تغيّر الرواة مع الوقت، وكثيرون راحوا يحفظون السيرة عوضاً عن ارتجالها، ويؤدونها بصحبة عازف للربابة وفرقة من ضاربي الدربكة والدف والرق.

أبرز من أدى السيرة وأكسبها مكانتها هو الشاعر الراحل جابر أبو حسين . . سجل السيرة بصوته في نحو تسعين حلقة إذاعية ، برفقة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

بطولات ومغامرات وسيرة شعبية شديدة الثراء، كان لعبد الرحمن الأبنودى الفضل فى حمايتها من الضياع، عندما سافر فى بلاد الله يجمع فصولها من أفواه منشديها، ويسجلها كاملة سنوات طويلة من التعب والسفر والتدوين، جعلت عبد الرحمن الأبنودى فى مصاف الأدباء والشعراء الأوائل فى تاريخ الإنسانية ، فالسيرة الهلالية.. ثروة قومية أنقذها الأبنودى من الضياع .

المصرية للمأثورات الشعبية” تفوز بعضوية جهاز تابع لمنظمة “اليونسكو
فازت الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، أمس الجمعة، بعضوية جهاز التقييم التابع للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، على المقعد المخصص للجمعيات العربية

ونالت الجمعية المصرية 14 صوتاً مقابل 10 أصوات حصلت عليها جمعية “خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث” المغربية، وقد جاءت نتيجة التصويت، إثر التحركات التي قام بها وفد مصر لدى “اليونسكو” مع الدول أعضاء اللجنة من أجل حشد الدعم للجمعية المصرية.

وتُعد الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، إحدى الجمعيات العربية القليلة المتخصصة في مجال التراث غير المادي المعتمد من قبل “اليونسكو”، ويعني جهاز التقييم التابع للجنة المذكورة بدراسة الملفات المقدمة من الدول أعضاء “اتفاقية اليونسكو” لحماية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003 من أجل تسجيلها على قوائم المنظمة للتراث غير المادي، والتي سجلت مصر فيها كل من “السيرة الهلالية” عام 2008 و”التحطيب، لعبة العصاة” في الاجتماعات الحالية للجنة، وتعد هذه المرة الأولى التي تفوز بها إحدى الجمعيات المصرية بعضوية جهاز التقييم.

حملة اليونسكو لحماية التراث

مديرة عام اليونسكو ايرينا بوكوفا ستزور مصر يوم 8 يناير الجاري ولمدة أسبوع، بهدف دعم السياحة والمشاركة في افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

وقررت اليونسكو تنفيذ حملة بوسائل الإعلام بمصر للمحافظة على التراث والآثار المصرية وكذلك الحرف اليدوية والتقليدية.

الحرف اليدوية في مصر تخشى الاندثار

الرسم على الزجاج
يمسك العامل قطعة صغيرة من الزجاج الازرق اللون يحاول تهذيبها بادواته، ثم يضعها على جزء معين من الرسم الموجود على لوح الزجاج امامه فوق الطاولة التي يعمل عليها. يمسك قطعة اخري من الزجاج بنية اللون ويقيسها على احد اشكال الرسم ثم يمسك ادوته ليضبط ابعادها مع الرسم، كل هذا وهو غارق في عالمه المنحصر بين الرسم على لوح الزجاج وبين قطع الزجاج الصغيرة المختلفة الالوان.

ليخرج تحفة فنية في النهاية،

3 ملايين حرفي في مصر يخافون من انقراض الاعمال التي يعملوا بها مستقبلا وهذا ما حذرت منه دراسة صادرة عن الغرفة التجارية بالقاهرة من انقراض الحرف اليدوية في مصر وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين عامل، و أكدت الدراسة أن الحرف اليدوية تواجه خطر الانقراض بسبب العديد من المعوقات مثل غياب العائد المادي الذي يكفل للعاملين فيها الاستمرارية في العمل، كما أن الحياة العصرية والبحث عن الموضة وعدم الاعتناء بالمقتنيات اليدوية سبب آخر لانهيار الحرف اليدوية، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد العاملين والمستفيدين من الصناعات الحرفية كان قبل بضعة أعوام يصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين عامل و ان كان الخبراء يؤكدون أن هذه الاعداد بدأت في التراجع خلال الاعوام الاخيرة.

من أهم الصناعات التي اصبحت مهددة صناعة الزجاج،والسجاد اليدوي و الحفر علي النحاس، والخشب، والتطعيم بالصدف،و الخيامية، والخرط الخشبي، والمصاغ الشعبي و صناعات تشكيل المعادن.

صناعة الفوانيس بمنطقة باب الخلق التى يتمركز فيها شيوخ الصناعة وأشاوستها والمتخصصين فى إعداد الفانوس في مصر،

منذ سنوات الاوضاع تغيرات بعد ان اصبحت الصين تصنع الفوانيس الصغيرة وتغرق بها السوق، وكل عام انتاجنا يقل عن العام السابق وحتى عندما قرر اغلب اصحاب الورش التركيز اكثر في تصنيع الفوانيس الكبيرة التي لها سوق حتى بين العرب وجدنا الصين تقوم بتنزيل فوانيس كبيرة تقليد لنا وان كانت مازالت على نطاق ضيق مع ان الفارق بين الفانوس المصنوع يدوي و المصنوع بواسطة الة كبير، نحن الاصل بينما هم تقليد ليس فيه فن، هنا في الورشة نعمل الفانوس ( الكبير باولاد) وهو مربع عدل وفي أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً،

صناعة الفخار.. من التصدير للانقراض

فى قلب القاهرة، تحديدا قرية الفخارين فى منطقة الفسطاط بمصر القديمة، يقع أقدم مكان لصناعة الفخار فى مصر، منذ دخول عمروبن العاص والفتح الإسلامى، حتى وقتنا الحالى،

أشخاص تلطخت أيديهم وملابسهم ببقايا الطين، ليحافظوا على صناعة يشهد عليها التاريخ، يقوم كل منهم بالدور المخصص له بمهارة عالية، حيث يحرك أصابعه بشكل مميز حول قطعة الطمى المبللة لكى تخرج تحفة فنية تجذب أنظار المارة إليها..
وبعد ان كان يتم التصدير الى الدول الاوروبية في السابق اصبحت الحرفة في مهب الريح

قرية الفخاريين بمصر القديمة تضم 30 وحدة لصناعة الفخار، لكنها أصبحت مهنة نادرة جدا، بالرغم من تميز مصر بهذه الصناعة عن غيرها من البلدان، وخاصة قرية الفخارين، وكانت مصر تورد الفخار إلى الدول الأوروبية، فصناعة الفخار سحر يحتاج لفنان، فأنت تحول الطين إلى أشكال فنية مبهجة

و الدولاب – الذى يستخدم في صناعة الفخار- هو أسطوانة حديدية ورأس تستخدم باليد وأسطوانة أخرى من أسفل يتم تشغيلها بالقدم وبمجرد تحريكها باليد أو القدم تسير عكس عقارب الساعة لتبدأ عملية التشكيل ثم تليها عملية الرسم والنقش على الجسم الخارجي وأخيرا تأتى عملية الحرق التي تتم في الفرن الخاص لذلك ويطلق عليه(الكانون) وتطورت صناعة الأفران من البلدية إلى الحديثة التي تعمل بالكهرباء ويترك في الفرن لمدة 6 ساعات وبعد ذلك يكون الشكل النهائي للفخار .

العمل على الدولاب يتطلب تركيز وصبر ويستغرق وقت طويل بدءً من جمع الطفلة من الجبل ثم تخميرها وتخزينها وتنقيتها وتصفيتها وتشكيلها على الدولاب، ولا تستغرق عملية التشكيل سوى عدة دقائق حسب خبرة الفنان وبعد التشكيل تنتقل مباشرة مراحلة الرسم والنقش و التى يتم فيها استخدام الرسم البارز والغائر على الصناعات الفخارية قبل تجفيفها.

ورغم تاريخ هذه المهنة ورقيها، إلا أنها اندثرت بشكل كبير، فهذه المهنة فى مصر غير مربحة، على عكس من يعمل بهذه المهنة فى الدول الخارجية، بالإضافة إلى أن أغلب الناس يظنون أن صناعة الفخار تقتصر فقط على صناعة القلة والزير وطواجن الطعام، ولا يعلمون أن هذه الصناعة أصبحت تدخل فى كل شئ فى الديكور مثل الفازات، ووحدات الإضاءة والأباجورات، حتى أن أغلب الفنادق والمطاعم والمحلات الكبرى والقرى السياحية، تطلب كل الأشكال الفخارية، فالمهنة تندثر بسب الإهمال الشديد رغم ان هناك فى بعض متاحف العالم مثل متحف اللوفر فى فرنسا، يوجد جزء خاص بفخار الفسطاط،

صناعة الكليم

الكليم عبارة عن صناعة يدوية، تصنع على النول الخشبى، يرجع تاريخها إلى أيام الفراعنة وهى صناعة قديمة جدا تناقلتها الأجيال على مر العصور”.

للأسف أن هذه الصناعة المميزة مهددة بالإندثار، لأن الخامات مرتفعة السعر، ونحن لا نملك أسواق محلية أو عالمية لعرض هذه المنتجات، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بهذه الصناعة.

الكليم يصنع من مواد طبيعية مثل القطن والصوف المصبوغ بألوان نباتية طبيعية، ومن أهم فوائده سحب الشحنات السلبية وإعطاء طاقة إيجابية.

وتتفاوت أسعار الكليم حسب الغرزة، بالإضافة إلى اختلاف الحجم والرسم، فلا يوجد سعر ثابت، والتاجر هو من يحدد السعر حسب ما استهلكه فى العمل اليدوى الذى صنعه” .

ويجب ان تهتم الدولة بهذه الصناعات المهمة، لأنه تراث مصرى يعبر عن هويتنا لذلك يجب حمايتها من الإنقراض، كما إنها تعد من مصادر رزق الناس .

السقا

امتازت وظيفة «السقا» بأهمية كبيرة في مصر منذ القرن العاشر الميلادي، و«السقا» هو العامل المسؤول عن توصيل المياه من الخزانات إلى المنازل والمساجد، وكان «السقا» يحمل «قِربة» مصنوعة من جلد الماعز يملأها بالماء العذب على ظهره، وفي بعض الأحيان كان يضع الماء في أوعية كبيرة وبراميل ويضعها على عربات كارو ولجأ «السقا» إلى طريقة ليحصل بها على أجرته عن طريق إعطاء «ماركات» وهي حصوات مشغولة أو خرز لصاحب البيت، وكل عدد حصوات مساو لعدد المرات المطالب فيها بملئ «الزير» لصاحبه، فكلما ملأ الزير أعطاه «مارك» حتى ينتهي العدد فيتلقى أجرته كاملة .. بعد إنشاء شركة المياه سنة 1865 أخذت مهنة «السقا» تتوارى لكنها لم تنته تماما .

الطرابيشي

عرفت مصر الطربوش منذ الخلافة العثمانية وقدوم محمد علي باشا لولاية مصر، وكان قطعة أساسية في المناسبات الرسمية، وساعد في إضفاء وقارًا على مرتديه، ورمزًا للوجاهة الاجتماعية، بل إن البعض كان يعيب على الرجل خروجه من منزله دون وضع الطربوش فوق رأسه، واشتهر به أفراد العائلات المصرية العريقة .

واختفى الطربوش منذ ما يزيد على 60 عامًا، ولم يبق له سوى صور الذكريات، وانتشر صانعوه في مناطق محددة، مثل: الحسين والصاغة وحارة اليهود، وكان يصنع من الورق المقوى والقماش الأحمر، وغالبًا ما كانت تستورد خاماته من النمسا قبل ثورة يوليو 1952،

ويتوافر في مصر نوعان هما : الطربوش الأفندي ، وطربوش العمة الخاص بالمشايخ وطلاب الأزهر.

الأراجوز

أنا عندي يا ولاد الحلال حدوتة

أنا والدي هو اللي عاشها

ولا حد قبلي نقشها في خبر ولا مخطوط

كان والدي بالطبع زيي أراجوز ولكن حزايني

هكذا وصف فؤاد حداد “الأراجوز

ازدهر في مصر منذ أواخر العصر المملوكي (1250- 1517)، وكان وسيلة للتسلية تستهدف الصغار والكبار في المناطق الريفية والشعبية، واستخدم للتعبير عن مشاكل المصريين الاجتماعية، ومن أشهر فناني الأراجوز في العصر الحديث، الفنان محمود شكوكو.

وكان “الأرجوزاتي” يختبيء تحت منضدة ويحرك العرائس بخيوط مشدودة تحتها، ويتحدث على لسانها بأصوات مختلفة، ويبدأ في سرد القصص والحكايات، وأحيانا كان يغني السير الشعبية المليئة بالبطولات، وتوعية الأطفال والكبار الذين التفوا حوله.

مبيض النحاس

حظيت مهنة مبيض النحاس بأهمية كبيرة، وكانت تدر ربحًا كبيرًا على صاحبها، الذي كان له يوم محدد يمر فيه على القرية، ويتجمع الأهالي محضرين معهم أوانيهم النحاسية، ويقوم مبيّض النحاس باستعمال أدواته، فكان يحضر كمية من الرماد الأحمر، وماء النار، ليضعهما داخل الأواني النحاسية، ويضع طبقة كبيرة من الخيش ويقوم بالوقوف داخلها، ويحركه بقدميه بحركة دائرية منتظمة مرددًا بعض الأغاني والمواويل، إلى أن يلمع النحاس وتزول من فوقه الطبقة الخضراء.

ومع مرور الزمن توارت هذه المهنة، وبدأت تنتشر الأواني المصنعة من الألومنيوم.

صانع القباقيب :

لعب القبقاب دورًا بارزًا في الثقافة الشعبية المصرية، وارتبط بعصر المماليك، فلقيت شجر الدر حتفها بضرب القباقيب، ويقول الكبار إن القبقاب له مزايا صحية هائلة، وانتشرت صناعة القباقيب بكثافة في خمسينيات القرن العشرين، ثم تراجعت شيئًا فشيئًا، وصار استخدامها قاصرًا على المساجد، وتبدو الصناعة اليدوية البسيطة في طريقها للاندثار الآن.

صانع السلال :

حرفة يدوية تعتمد على مهارة صانعها في تشكيل المنتجات،يصنع صاحبها الكراسي والأقفاص والسجاد وغيرها من مستلزمات البيوت باستخدام الخوص وجريد النخيل، ويستخدم صانع السلال أدوات قليلة، مثل: مخرز، زوجي زرادية، سكين حادة، مقص، وإبرة كبيرة.

ويفضل البعض منتجات الخوص على المنتجات البلاستيكية؛ كونها مريحة وتدوم لفترات أطول، وحاليًا تواجه الحرفة بعض المخاطر فيما يتعلق بقلة الإقبال على منتجاتها، ومع ذلك فهى ما زالت قائمة في بعض المناطق الريفية.

مكوجي الرجل

هي مهنة قديمة لا يمارسها إلا قليلون ،و استخدمت «مكواة الرجل» بين المصريين لتهيئة الملابس الصوفية الثقيلة التي تستعصي على المكواة الصغيرة، وتعتمد على تسخين المكواة، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة المنحنية.

الحكواتى

الحكواتى هو من يحكى السيرة ودرجت العادة على أن يروي الحكواتي السير الشعبية في مكان عام يسمى “القهوة” بما اتصف به من حسن الإلقاء واستثارة المشاعر.

يسمى الحكواتي أيضا بـ”المحدث”، ومن الحكاواتيه في مصر، العناترة، وهم محدثون اشتهروا برواية سيرة عنترة بن شداد وغيرها، وتروى السيرة شفويا، وهم ينشدون الشعر، ولكنهم يقرأون النثر بالطريقة الدارجة، ولا يستعملون الرباب.

صندوق الدنيا (البيانولا )

بيانولا وألابندا وحركات.. اطلعي بقى يا نصاص يا فرنكات .. أنا عازمك يا حبيبي لما ألاقيك.. على فسحة في جميع الطرقات.. نتنطط نتعفرت نترقص كدهوه.. كدهوه كدهوه كدهوه”.
.
هكذا قال عنها صلاح جاهين.. البيانولا لها عدة مسميات منها”صندوق الدنيا”، وهي كلمة مِن التراث الشعبي المصري، تطلق على جهاز “كنتوسكوب”، يدوية الصنع والتشغيل، عبارة عن صندوق خشبي في شبه وحجم دولاب صغير، لونه أسود، ومرسوم عليه رسومات شخصيات كرتونية وزخارف خشبية يوجد على جانبه الأيمن “مانفيلا”، عصا لتدوير الصور داخل الصندوق بشكل يدوي، وعلى الجانب الأيسر يوجد رافع لتشغيل الموسيقي، ويتم تشتغيل قطع موسيقية مسجلة على شريط من الورق، كان هناك شخصان، أحدهما يحمل البيانولا، والآخر يُمسك آلة الـرق ،يبدأ الأول في تدوير المانفيلا، بينما يتراقص الآخر على الأنغام الصادرة من البيانولا. و يلتف حوله الأطفال بعد سماعهم المنادي: “اتفرج ياسلام”، فيضع لهم دكة خشبية يجلسون في الفتحات الدائرية للصندوق، وتبدأ الصور تدور داخل الصندوق بشكل متتابع، وتحكي قصصا وحكايات لأبطال شعبيين

البيانولا هي أكثر فنون الشارع التي اختفت، ربما بسبب التطور التكنولوجي، لكن تظل شاهدة على جمال وبساطة كل ما مضى.

الربابة

الرباب أو الرَبَابَة، آلة موسيقية مصرية قديمة، ذات وتر واحد، أول من أوجدها القدماء المصريون. أكثر من يستعملها الشعراء المداحون، خصوصاً في صعيد مصر.

تصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية، كخشب الأشجار وجلد الماعز أو الغزال، وأصبحت الفن التقليدي الأول لأبناء الصحراء الرحل. وتُعتبر السمة الأساسية التي تميز مجالس شيوخ البادية، ويرتبط بها البدو ارتباطا كبيرا، لأنها تتناسب مع الطبيعة الصحراوية التي يعيشون فيها.

ورد ذكر آلة الربابة في العديد من المؤلفات القديمة لكبار العلماء، أمثال الجاحظ في “مجموعة الرسائل”، وابن خلدون، وورد شرح مفصل لها في كتاب الفارابي “الموسيقى الكبير”، وهناك صورة لآلة الربابة على قطعة حرير، وجدت في إيران، وتوجد الآن في متحف بوسطن للفنون.

عرف العرب سبعة أشكال من الربابة، هي “المربع – المدور – القارب – الكمثري – النصف كرة – الطنبوري – الصندوق المكشوف”.

وبعد الفتح الإسلامي للأندلس، انتقلت الربابة إلى أوروبا وتغيرت تسميتها، ففي فرنسا تسمي “رابلا” وفي إيطاليا “ريبك”، وفي إسبانيا “رابيل” أو “أربيل”.

يعتبر فن العزف على الربابة موروثا شعبيا قديما شارف على الاندثار، وهو من الفنون القديمة عند سكان البادية، حيث كانوا يستخدمونها في احتفالاتهم ومناسباتهم الاجتماعية والأعياد، ويعزفونها في مجالسهم ومسامراتهم، ويكون معروفا فيما بينهم عازف الربابة، ليعزف لهم مقطوعاته التي يطربون لسمعها.

وعرف أيضا عن بعض أبناء البادية حب اقتنائها، ووضعها في مكان بارز في بيوتهم، تعبيرا عن تمسكهم بها وبموروثاتهم، ولكن الآن بدأ هذا الفن في الاندثار والغياب.

الأرغول “مزمار القصب

الأرغول آلة موسيقية هوائية من التراث الشعبي المصري، تُصنع من قصب السكر وتتألف من قصبتين متلاصقتين، إحداهما لها ستة ثقوب، والثانية أطول من الأخرى.

يمكن للعازف أن يزود الأرغول بوصلات إضافية عند الضرورة، ويتراوح طول الأرغول بين 50 سم و200 سم، علما بأن استخدام الأرغول الأكبر حجما، بدأ بالتراجع لدى المغنيين الشعبيين.

يعزف الفنان على الأرغول بالنفخ في الفوهة الموجودة في الجزء الأعلى من القصبتين، وتُستخدم هذه الآلة لتأدية مجموعة من الأغاني الشعبية، أشهرها المواويل.

فرقة حسب الله

لعل فيلم “شارع الحب”، الذي أنتج عام 1959، خير شاهد على ميلاد الفرقة، عندما شاهدنا الفنان “عبدالسلام النابلسي” في دور “حسب الله السادس عشر”، لتصبح “الفرقة” أحد أهرامات مصر في أحيائها الشعبية.

انطلقت الفرقة الموسيقية النحاسية من قلب شارع محمد علي بوسط القاهرة التاريخية، سنة 1860، على يد صاحبها “محمد حسب الله”، الذي كان أحد أفراد فرقة السواري، التي تعمل في خدمة الخديوي عباس حلمي، لتصبح جزءاً من التراث والفلكلور الشعبي المصري، حتي وصل صيتها إلى كل أنحاء العالم العربي،.

تعرضت هذه الفرقة العريقة إلى التهميش تحت قيادة آخر جيل من العازفين، وربما الاندثار يهددها. اشتهرت الفرقة بالملابس الحمراء منذ تأسيسها، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى اللونين الأزرق والأخضر.

ما هو التراث

إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية ، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الامور الملحة.

انواع التراث

: ” التراث الإنساني ” التراث الأدبي ، التراث الشعبي ” ، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس ، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات

التراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته ) الأجيال السالفة للأجيال الحالية . التراث هو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل. والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية. التراث الشعبي عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية. كذلك فكل الناتج الثقافي للأمة يمكن أن نقول عنه “تراث الأمة”.

استخداماته

تستخدم مواد التراث الشعبي والحياة الشعبية في إعادة بناء الفترات التاريخية الغابرة للأمم والشعوب والتي لا يوجد لها إلا شواهد ضئيلة متفرقة وتستخدم أيضا لإبراز الهوية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها.

التراث والمأثورات التراثية بشكلها ومضمونها أصيلة ومتجذرة إلا أن فروعها تتطور وتتوسع مع مرور الزمن وبنسب مختلفة وذلك بفعل التراكم الثقافي والحضاري وتبادل التأثر والتأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى وعناصر التغيير والحراك في الظروف الذاتية والاجتماعية لكل مجتمع.

ويتنوع التراث باختلاف ما تحمله الجذور إلى الشجرة. فقد تحمل إليها قُوتًها المُمَثل في الأملاح المعدنية وهو بمثابة ما دوّن من التراث فإن فقد فستصير الأمة كشجرة حبست عنها الأملاح المعدنية فستذبل حتما شيئا فشيئا ثم تضمحل.وقد تحمل الجذور الماء فتتناقله مكونات الشجرة ليشربوا منه واحدا تلو الآخر فيشرب كل سلف ويسلم الماء لخلفه شأن تواترته الأجيال أبا عن جد من تراث شفوي كالأمثال الشعبية والحكايات الهادفة وغيرهما. فمن رفض الماء وحبسه عن نفسه سيجف من محتواه القومي ثم ينقطع عن سياق حضارته فيسقط من على الشجرة إلى سطح الأرض حيث نقطة الصفر. في جانب آخر، نلاحظ جريان سلوكيات خاصة في عروق كل أمة. وهو تراث سلوكي يمثل بالهواء الذي يبث الحياة في الشجرة فهو ملتصق بها التصاق السلوك بالإنسانية كما أنها تتحرك بحركته حينما يدغدغها نسيمه العليل. أما ما خلفه الأجداد من آثار ظلت مصانة كالحصون والقصور والسيوف والدروع وغيرها مما شهد على أمجاد أمتنا العظيمة فهو بمثابة المواد العضوية التي تركتها الكائنات الأخرى في تربة بعد مذبلها أو مماتها لكي تنهل منها الشجرة إلى أن تصبح قادرة على تكوين مادتها العضوية بنفسها

لا حضارة بدون تراث لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر دون تراثها شأن الطفيليات التي تتقوت مما تنتجه الأشجار الأخرى فما إن تحبس عنها الأشجار قوتها حتى تندثر مهما بلغت طولا وعرضا. بل يجب أن تكون الحضارة أصيلة لا تبعية عندها، مستقلة تملك جذورها العميقة

ختام          
الحفاظ على الحرف والمهن المرتبطة بالتراث تحديدا ليس ترفا ولكن واجب للحفاظ على الهواية الثقافية و هنا تظهر ضرورة توثيق الحرف المصرية والبحث عن اسباب مشاكلها و التقصي عن أسباب تدهور بعض الحرف واندثار البعض الآخر، والبحث في كيفية علاج ذلك.

الحفاظ على التراث، كان، ولا يزال، نواة المفهوم الجديد للتراث العالمي الذي تضمنته اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 التي وضعت بنودها منظمة اليونسكو.

http://tempuri.org/tempuri.html